سورة طه - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


قوله تعالى: {لأُوْلِي النُّهَى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أولي الحكم.
الثاني: أولي العقل، قاله السدي.
الثالث: أولي الورع.
وفي تسميتهم بذلك وجهان:
أحدهما: لأنهم ينهون النفس عن القبيح.
الثاني: لأنه ينتهي إلى آرائهم.
{وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا كُلَّهَا} فيه وجهان:
أحدهما: حجج الله الدالة على توحيده.
الثاني: المعجزات الدالة على نبوة موسى، يعني التي أتاها موسى، وإلا فجميع الآيات لم يرها.
{فَكَذَّبَ وَأَبَى} يعني فكذب الخبر وأبى الطاعة.
ويحتمل وجهاً آخر: يعني فجحد الدليل وأبى القبول.


قوله تعالى: {مَكَاناً سُوىً} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: منصفاً بينهم.
الثاني: عدلاً بيننا وبينك، قاله قتادة والسدي.
الثالث: عدلاً وسطاً، قاله أبو عبيدة وأنشد:
وإن أبانا كان حَلّ ببلدة *** سوى بين قيس قيس عيلان والغزر
الرابع: مكاناً مستوياً يتبين للناس ما بيناه فيه، قاله ابن زيد.
ويقرأ سُوى بضم السين وكسرها، وفيهما وجهان:
أحدهما: أن: معناهما واحد وإن اختلف لفظهما.
والثاني: أن معناهما، فهو بالضم المنصف، وبالكسر العدل.
قوله تعالى: {يَوْمُ الزِّينَةِ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه يوم عيد كان لهم، قاله مجاهد وابن جريج والسدي وابن زيد وابن إسحاق.
الثاني: يوم السبت، قاله الضحاك.
الثالث: عاشوراء، قاله ابن عباس.
الرابع: أنه يوم سوق كانوا يتزينون فيها، قاله قتادة.


قوله تعالى: {لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً} فيه وجهان:
أحدهما: لا تفترواْ على الله كذباً بسحركم.
الثاني: بتكذيبي وقولكم م جئت به سحر.
{فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ} فيهلككم ويستأصلكم، قال الفرزدق:
وعض زمان يا ابن مروان لم يدع *** من المال إلا مسحتاً أو مُجَلَّف
فالمسحت: المستأصل،
والمجلف: المهلك.
{فَتَنَازَعُوآ أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: فيما هيؤوه من الحبال والعصي، قاله الضحاك.
والثاني: فيمن يبتدئ بالإِلقاء.
{وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أن النجوى التي أسروها أن قالوا: إن كان هذا سحراً فسنغلبه، وإن كان السماء فله أمره، قاله قتادة.
الثاني: أنه لما قال لهم {وَيْلَكُمْ} الآية. قالوا: ما هذا بقول ساحر، قاله ابن منبه.
الثالث: أنه أسروا النجوى دون موسى وهارون بقولهم، {إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} الآيات، قاله مقاتل والسدي.
الرابع: أنهم أسرواْ النجوى. إن غَلَبَنَا موسى اتبعناه، قاله الكلبي.
قوله تعالى: {قَالُواْ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} هذه قراءة أبي عمرو وهي موافقة للإِعراب مخالفة للمصحف. وقرأ الأكثرون: إن هذان الساحران، فوافقوا المصحف فيها، ثم اختلفوا في تشديد إنّ فخففها ابن كثير وحفص فسلما بتخفيف إن من مخالفة المصحف ومن فساد الإِعراب، ويكون معناها: ما هذان إلا ساحران. وقرأ أُبَيّ: إن ذان إلا ساحران، وقرأ باقي القراء بالتشديد: إنَّ هذان لساحران. فوافقوا المصحف وخالفوا ظاهر الإِعراب. واختلف من قرأ بذلك في إعرابه على أربعة أقاويل:
أحدها: أن هذا على لغة بلحارث بن كعب وكنانة بن زيد يجعلون رفع الإِثنين ونصبه وخفضه بالألف، وينشدون:
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى *** مساغاً لِناباهُ الشجاع لصمّما
والوجه الثاني: لا يجوز أن يحمل القرآن على ما اعتل من اللغات ويعدل به عن أفصحها وأصحها، ولكن في (إن) هاء مضمرة تقديرها إنّه هذان لساحران، وهو قول متقدمي النحويين.
الثالث: أنه بَنَى (هذان) على بناء لا يتغير في الإِعراب كما بَنَى الذين على هذه الصيغة في النصب والرفع.
الرابع: أن (إن) المشددة في هذا الموضع بمعنى نعم، كما قال رجل لابن الزبير: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إنّ وصاحبها. وقال عبد الله بن قيس الرقيات:
بكى العواذل في الصبا *** ح يلمنني وألومُهُنّة
ويقلن شيب قد علا *** ك وقد كبرت فقلت إنْه
أي نعم
{وَيَذْهَبَا بِطَرِيقتِكُمْ الْمُثْلَى} في قائل هذه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه قول السحرة.
الثاني: أنه قول قوم فرعون.
الثالث: قول فرعون من بين قومه، وإن أشير به إلى جماعتهم.
وفي تأويله خمسة أوجه:
أحدها: ويذهبا بأهل العقل والشرف. قاله مجاهد.
الثاني: ببني إسرائيل، وكانوا أولي عدد ويسار، قاله قتادة.
الثالث: ويذهبا بالطريقة التي أنتم عليها في السيرة قاله ابن زيد.
الرابع: ويذهبا بدينكم وعبادتكم لفرعون، قاله الضحاك.
الخامس: ويذهبا بأهل طريقتكم المثلى، [والمثلى مؤنث] الأمثل والمراد بالأمثل الأفضل، قال أبو طالب:
وإنا لعمرو الله إن جدّ ما أرى *** لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
قوله تعالى: {فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: جماعتكم على أمرهم في كيد موسى وهارون.
الثاني: معناه أحكموا أمركم، قال الراجز:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع *** هل أغدوا يوماً وأمري مجمع
أي محكم.
{ثُمَّ ائْتُواْ صَفّاً} أي اصطفواْ ولا تختلطواْ.
{ مَنِ اسْتَعْلَى} أي غلب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8